الأحد، 25 ديسمبر 2011

المدوّنات من أجل التعليم


إضافة إلى كونها أداة مهمة من أدوات التعليم الالكتروني , وأحد أدوات إثراء المحتوى الالكتروني العربي على شبكة الانترنت والمساهمة في رقي المعرفة الإنسانية فإن المدونات أصبحت تتعدى فكرة تسجيل المعلومة وتحويلها في شكل رقمي إلى مشاركة أكبر قدر من المتعلمين المهتمين بنفس المجال ويكون وفق طريقتك وأسلوبك وتكون آلية التقييم تكون على قيمة المعلومات المدونة.
الحقيقة أن التفكير في توظيف المدونات في خلق بيئة تعليمية مجيدة يطرح عدة تساؤلات أولها هل توظيف المدوّنات في التعليم سيناسب جميع المراحل ؟ وهل وصل طالب اليوم من المسؤولية بمكان أن يتحمل ما يدونه بإسلوبه وطريقة تفكيره الخاصة؟ هل سيكون هدف الطالب استغلال هذه الأدوات في خدمة التعليم واثراء المحتوى الالكتروني العربي أم فقط من أجل العلامة؟ وما هي الآلية الأنجح للمعلم لمتابعة مدونات طلابه؟
من خلال النماذج القليلة التي قدمت فيها المدونات في المواقف الصفيّة من خلال أعضاء فريق المحتوى والتعليم الالكتروني في منطقة جنوب الباطنة تبين تقبّل الطلاب لإدخال المدونات في التعليم وشغفهم لإستمرار مثل هذه التجربة.
لكن من خلال التجربة المتواضعة تبيّن أنّ هناك أمور لابد أن تؤخذ في الحسبان وأهمها ملائمة البنية التحتية لتطبيق هذه الأداوت ومدى قدرة الطلاب على التعامل مع هذه التقنيات ومدى تفهم ادارة المدرسة وتقديمها الدعم للمعلم المواكب للتطوير.
ينبغي أيضا التركيز على محتوى هذه المدوّنات وبالدرجة الاولى التركيز على تحديد هدف المدونة:هل سيتم تقديمها كوسيلة للمطالعة الاثرائية أم للتقييم أم لعرض الدرس أو الوحدة الدراسية؟
والأهم مدى مناسبتها للطلاب,فالمدوّنة يجب أن تقدم المعلومات بصورة مبسطة وليست مجرد جدار لعرض ما هو مسطّر في الكتاب المدرسي,كما أن هناك مدونات يمكن أن تكون كمشاريع من تنفيذ الطلاب لتوضح مدى فهم الطالب واستيعابه للدرس أو الوحدة الدراسية,و بالنظر إلى التجارب في مجال استخدام التدوين في التعليم نجد أنّ مميزات التدوين انعكست على التعليم بحيث حققت المدونات لدى الكثير من المتعلمين تحسين مهارات الكتابة والاسهاب في التدوين عن المواضيع ذات الأهمية,كما أنّها خلقت مجال للمتعلمين الذين يعانون من صعوبات في التعبير عن استجاباتهم بشكل شفهي وأتاحت المجال لهم لتلخيص ما فهموه بشكل كتابي وأيضا أدى ظهور ما يعرف بالتدوين الصوتي والتدوين بالفيديو (Podcasting) والتدوين المصوّر بما يتناسب وقدرات كل متعلم مما أدى إلى زيادة التواصل بين الفئات الي تتشارك في نفس الخصائص والفضل بالدرجة الأولى يعود إلى الإضافات التي تقدمها المواقع التي تقدم خدمة التدوين فمن المعلوم أن هذه المواقع وجميع أدوات الويب 2.0 عملية التطوير فيها مستمرة ولا تخضع لدورة حياة البرمجية التي كانت تقيّد كل هذه العمليات وتحصرها في مرحلة بعينها.
وهنا ننبه أن التدوين لا يقتصر على المواقع فقط إنما حتى التقنيات والتطبيقات المساعدة في الهواتف المحمولة مثل تدوين الملاحظات التي تتيح فرصة لتنظيم المعلومات التي نجمعها وتساعد في التذكر وهي إحدى التطبيقات البسيطة التي يتم تدولها في مجال
mobile learning
إذا ما تم توظيف المدوّنات في التعليم توظيفا مجيدا فإنها ستسير أمام بقية المهتمين الذي يرغبون بتوظيفها تعليميا اعتمادا على الخبرات البسيطة التي يملكونها وسيكون عليهم تقديم التغذية الراجعة من أجل تطويرها وتحديث المعلومات فيها و سنجد في المستقبل قريب أنّ إقبال المهتمين في مجال التعليم الالكتروني على التدوين سيخلق مدونات تعليمية مجيدة بأفكار واتجاهات مختلفة وهي بالتالي في كل حالاتها ايجابية لكون المعلومة ستطرح من جوانب متعددة مما سيشكل اثراءً لمواضيع المدونات.
يمكن البدء بفكرة أن يكلف الطالب بإنشاء مدوّنة –وهذا ما بدأ تنفيذه بالفعل في بعض المدارس- يسجل فيها كل الدروس التي درسها كشرط للتقييم ومتابعة تقدمه في المادة الدراسية على أن تكون المدونة مفتوحة للاساتذة وبقية الطلاّب و الزوّار المهتمين ,بحيث تخضع هذه المدونة لإشراف ومتابعة المعلم ويتشارك الطالب مع زملاءه في ادارتها وتطويرها.
أيضاً عن طريق المدوّنات سيبادر المعلمون والطلاب بنقل ما تعلموه إلى الآخرين حسب رؤيتهم لما تم طرحه وتداوله في المواقف الصفيّة, وسيكون من الرائع بمكان تواجد المعلم في مدوّنات طلابه لإنها ستخلق أجواء نقاشية تفاعلية وتثري الموضوع حتى لا يقتصر دور الطالب كمرسل للمعلومة فقط وذلك عن طريق خاصية التعليقات التي تتيح طرح ردود الأفعال المختلفة.
وقتها فقط سيكون بالإمكان أن نقول أنّنا توقفنا عن إعادة اختراع الكتابة و أننا سنكمل من حيث إنتهى الآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق